الأربعاء، 20 يوليو 2011

تطهير الصحافة والاعلام بعد ثورة 25 يناير.. من اين نبدا؟

محاولات جادة وحقيقية من جانب بعض الصحفيين الاحرار فى مصر للخروج من تحت عباءة نقابة الصحفيين الحكومية الموالية للنظام الحاكم  وقد بدات هذه المحاولات منذ عام 1998 على يد الكاتب الصحفى حسين المطعنى  والذى قاد اول تجربة حقيقية لتحرير  الصحافة المصرية وتاسيس  تيار جديد يقوده الصحفيون المستقلون  حيث قام المطعنى فى تلك الفترة  بمحاولة تاسيس نقابة للصحفيين المستقلين فى مصر  ولاول مرة فى تاريخ الصحافة بالشرق الاوسط  وانشاء دستور جديد لهذه النقابة  والتى كان من المفترض ان تكون قاعدة للتغيير  الجذرى فى مصر  ومن هنا بدات الحرب الشرسة ضد مشروع النقابة الجديدة  الذى قاده المطعنى من جانب القائمين على النقابة القائمة انذاك وعلى راسهم ابراهيم نافع  نقيب الصحفيين السابق  وقادت الصحف الرسمية الرخيصة حملة مغرضة وظالمة ضد هذا الصحفى  الذى دخل فى نفق مظلم من الصراعات القضائية  ورغم حصوله على احكام قضائية نافذة تبرر شرعية نقابة الصحفيين المستقلين الا ان السياسة استطاعت هزيمة كافة الاحكام القضائية فتخوف النظام السياسى الذى يقوده مبارك من مشروع الصحافة المستقلة  التى يمكن ان تتحول الى مؤسسة حرة للضغط السياسى فى مصر  وقيادة التغيير  جعل النظام يصدر توجيهاته العليا لقضاة مصر المرتشين  باصدار الاحكام الجائرة ضد المطعنى ومشروعه  وبالفعل تم حبسه لسنوات طويلة  وفى عام 2006 تم تجديد حبسه وفى عام 2009 تم حبسه ايضا للمرة الثالثة فى نفس القضية لان النظام السياسى يدرك مدى خطورة تحرير الصحافة المصرية التى يسيطر عليها منذ الخمسينيات وتاثير كل ذلك على الشارع والراى العام  فالصحافة الحرة معناها فضح تصرفات النظام  امام الجميع  طالما ان النظام المصرى يسيطر بالفعل على الجهاز الاعلامى ويعتبره احدى الوسائل الدعائية له  فى ظل الالتصاق بين الجهاز الاعلامى والمؤسسة السياسية الحاكمة  ففى ظل الانظمة الفاشية يعتبر الاعلام  اداة سياسية تبرر تصرفات وايديولوجيا النظام بمعنى سيادة نظرية الدعائية الاعلامية  والتى صنعها نظام جمال عبد الناصر  وسيطرت وما زالت تسيطر على العقل المصرى لسنوات طويلة ...هذه الاخفاقات التى يعانى منها تيار الصحافة المستقلة فى مصر ادت بعدد كبير من الصحفيين الاحرار والمستقلين الى ترك مصر واللجوء الى الخارج فى اوروبا والولايات المتحدة الامريكية  وتاسيس صحف ودور اعلامية حرة ومستقلة تماما  ففى اوروبا لا توجد نقابات صحفية حكومية  مع عدم تدخل الدولة اطلاقا فى حرية الاجهزة الاعلامية  او محاسبة الصحفيين ايا كانت توجهاتهم وانتماءاتهم على عكس دول الشرق الاوسط التى تحولت الى سجون ومعتقلات مستديمة للصحفيين واصحاب الراى وهناك عدد كبير من الصحف العربية والمصرية بالخارج تكتب ما تشاء  دون رقابة او تخو من السجون  العربية ومنها مجلة طائر الشمال التى اسسها الصحفى الحر محمد عبد المجيد فى اوسلو النرويجية عام 1984 وصحيفة صوت بلادى التى يتراس تحريرها محيى الدين ابراهيم بالولايات المتحدة وعدد كبير من الصحف منها عرب كندا وغيرها المئات  فمناخ الحريات الديمقراطية المفقودة بالشرق الاوسط الذى يعتبر سجن الحريات الكبير  يسمح هذا المناخ باصدار الصحف والنشرات وتاسيس التحادات الحرة دون اية عوائق اما الصحافة المصرية والعربية  فما زالت مجرد وسائل دعائية متخلفة  يتحكم بها النظام السياسى والارادة الحديدية للحكام العرب واهواءهم وديكتاتوريتهم المطلقة  فتحرير الصحافة فى الشرق الاوسط يرتبط فى المقام الاول باسقاط الانظمة السياسية الحاكمة  والتغيير الجذرى واعلان دولة المؤسسات  والمجتمع المدنى لا دول المعتقلات الحالية وعلى راسها مصر  والمثير ان نقابة الصحفيين المصرية التى يتراسها مكرم محمد احمد تقوم بتخريب  الحياة الصحفية تماما فى مصر  من خلال احتكار المؤسسات الصحفية الحكومية للمطابع ودور النشر  وعدم قدرة الصحف المستقلة والجديدة  على البقاء طويلا فى ظل مشكلات التمويل وغياب الدعم مما ادى الى اغلاق معظم الصحف
بعد سقوط نظام مبارك اصبح تطهير الاعلام والصحافة المصرية ضرورة حتمية لاعادة بناء اعلام مصرى حر ومعاصر قادر على مواجهة كافة التحديات فظهرت كثير من الحركات التى تنادى بالتطهير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق